يعيش اليوم 54% من سكان العالم في مناطق حضرية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه - وبحلول عام 2045، سيزداد عدد السكان الذين يعيشون في المدن بمقدار 1.5 مرة إلى 6 مليارات نسمة، مما سيضيف ملياري نسمة إلى سكان المدن.

وفي ظل إسهام المدن بأكثر من 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، يمكن للتوسع الحضري أن يسهم في تحقيق النمو المستدام والامن المائى  إذا ما أُحسن إدارته بزيادة الإنتاجية والسماح لروح الابتكار والأفكار الجديدة بأن تخرج للنور وتنتشر.

غير أن سرعة التوسع الحضري ونطاقه يحملان معهما تحديات، من بينها ازدياد الطلب على المياة والطاقة والغذاء المترابطة  مع بعضها البعض وغير ذلك من مرافق البنية التحتية، والخدمات الأساسية فضلاً عن الوظائف، ولاسيما بالنسبة لقرابة المليار نسمة من فقراء المناطق الحضرية الذين يعيشون في مناطق عشوائية كي يكونوا على مقربة من الفرص المتاحة.


تواجه المنظقة العربية خطرا كبيرا على امنها المائى حيث يتراوح نصيب الفرد فى المنطقة العربيه الى اقل من 10% من متوسط نصيب الفرد فى العالم  .


يوجد العديد من الحواجز في دول الشرق الأوسط أمام تطبيق الاقتصاد الدائري في  تحقيق الامن المائى في المناطق الحضرية ومن اهمها:

• الاطر القانونية وتشريعات لوضع تعريف واضح لمتطلبات الجودة الدنيا لإعادة استخدام المياه العادمة ، وتصميم نموذج اقتصادي من شأنه أن يحفز المرافق والكيانات الأخرى بشكل كافٍ لبدء هذا المسار.

• صعوبة سد الفجوه بين البحث العلمى والواقع الراهن فى كثير من مرافق المياة والصرف الصحى ، الذين يضطرون إلى التعامل مع القيود التشغيلية ، والقدرة على الموظفين ، والميزانية ، ناهيك عن عمر الخدمة الطويل للبنية التحتية والمدة الطويلة للوصول إليها ، والتي زيادة الجمود لأنظمة المياه لاحتضان الابتكار.

• تهالك شبكات المياة والصرف الصحى وضعف الادارات لغياب التمويل والقيادات القادره على صنع التغيير, بما فى ذلك نقص نظام المعلومات و ارتفاع معدل فواقد المياه والتى قد تصل الى نصف المياة النقية.        

• منحنى التعلم للاقتراب من المشروعات الجديدة سواء من منظور الخدمة العامة أو من منظور حالة العمل. ماذا يريد العملاء؟ كيف تصل إليهم؟ كم هم على استعداد لدفع؟ كيفية حزم وتسويق هذا الفكر الشامل لجعلها جذابة؟ وهذا يتطلب مجموعة مهارات مختلفة تمامًا عن ما تم تدريب العاملين والمديرين عليه. كما يتطلب أدوات جديدة من البحث لتحديد القيمة التي يتم إنتاجها من حيث الصحة والنظم الإيكولوجية والرفاهية بشكل أفضل.

• التواصل المناسب حول هذا التحول في التفكير ، لإعلام صناع القرار ، وتعزيز الشراكات داخل قطاع المياه وخارجه ، وخلق الوعي الاجتماعي بأهمية هذا الاستثمار.

• المحترفون وقدرتهم على التعاون والإبداع المشترك عبر الإدارات والمؤسسات ، وتعلم العمل من أجل تحقيق هدف أكبر لمدينة دائرية ، بما يتجاوز الولاية الفردية والأهداف ومؤشرات الأداء الرئيسية.

•